محمود ياسين: أرفض أن يكون لي عمل آخر غير فني!

بالرغم من الارباح التي يجنيها نجوم التمثيل والغناء من وراء اعمالهم الفنية الا ان بعض الفنانين يفضلون اقتحام عالم البيزنس عملا بمبدأ ان الفن غير مضمون وخوفا من تكرار مصير بعض نجوم الزمن الجميل الذين اعطوا الفن كل حياتهم ولم يجد بعضهم في نهاية العمر قوت يومه او نفقات علاجه.بين المطاعم وشركات السياحة ومحلات الملابس والمزارع ووكالات الدعاية والاعلان تكتشف وجوه اخري للفنانين وملحق الفنون يطرح هذه القضية للحوار والمناقشة في هذا التحقيق.

عدد كبير من النجوم يمتلكون مشروعات تجارية بعيدا عن اعمالهم الفنية البعض يري انها محاولة لتأمين مستقبلهم بينما البعض الاخر يراها هواية يقتنص معها بعض الوقت بعيدا عن الحياة الفنية وصخبها واضوائها طرحنا القضية علي بعض النجوم وكانت البداية مع النجمة ندي بسيوني التي تؤيد وبشدة ارتباط الفنان بعمل خاص بعيدا عن الفن حيث تقول: بالرغم من ان الفن مهنة راقية ولها رسالة ولكن الفنان غالبا يقع ضحيتها ويكفي ان الفنانين لايؤمن عليهم كما ان اجورهم رغم ارتفاعها الا انها لاتكفي متطلبات حياة الفنان الذي ينفق ببذخ علي ملابسه ومكياجه حتي يظل في افضل صورة امام جمهوره وهنا لابد من وجود بيزنس يؤمن له حياته بعيدا عن الفن.
وتضيف ندي: عن نفسي امتلك عملا خاصا مع عائلتي منذ فترة طويلة وانا عاشقة للاعمال الحرة واتابع هذا العمل باهتمام عندما تتاح امامي الفرصة ولا اكون مشغولة بأي عمل فني وعموما الفن يأتي في المرتبة الاولي بالنسبة لي واعمالي الخاصة لاتؤثر علي تواجدي الفني.
وتؤكد ندي ان الفنان المصري مظلوم فهو تقع علي عاتقه مسئوليات مادية كبيرة بعكس نجوم السينما العالمية مثلا فلا يتكفلون بنفقات الملابس او ماكيير خلال ارتباطهم باعمالهم الفنية ويقتصر دورهم علي التمثيل واستلام اجورهم فقط.
تجربة وعدت
ويختلف معها النجم محمد رياض حيث يري ان التجربة اثبتت ان التركيز في الفن افضل من الانشغال بالمشروعات التجارية حيث يقول: كان لي تجربة سابقة مع العمل الخاص وفشلت وكنت اهدف من خلالها ان تكون وسيلة تحميني من قبول اي عمل قد اقبله من اجل المال خاصة وانني كنت اتعامل مع الفن باعتباره هواية اعشقها واحبها قبل ان تكون مهنة ولكن للاسف انشغال الفنان بفنه قد يعوقه عن متابعة اعماله التجارية ولهذا فالافضل ان يركز الفنان في فنه ويستثمر نفسه فيه من دون تنازلات طبعا.
البيزنس هواية
النجمة الشابة إنجي شرف لها تجربة خاصة جدا مع البيزنس حيث افتتحت منذ خمس سنوات سلسلة محلات ملابس واكسسوارات شهيرة بمصر الجديدة وتقول انجي: القصة بدأت كهواية فأنا اعشق الشوبنج والملابس تحديدا وخلال رحلاتي الي الخارج كنت اشتري ملابس لي ولاصدقائي وشجعوني علي افتتاح محل ملابس لان ذوقي واختياراتي تنال اعجابهم وبدأت بافتتاح محل كنت اتوقع ان يكون زبائنه اصدقائي فقط ولكن نجح واصبح مشهورا فافتتحت محلا اخر.
وتضيف إنجي: يجب ان يكون للفنان مورد رزق اخر حتي يكون حرا في اختياراته الفنية ولاتدفعه المادة لقبول ادوار لاتتماشي مع مبادئه او اقل من امكانياته وطموحه ولكن المهم ان يكون الفنان علي درجة من الوعي والفهم بالبيزنس الذي سيخوضه حتي لايتورط في مشروعات فاشلة تسرق جهده ووقته بلا فائدة.
الفن اولا
ويرفض النجم الكبير محمود ياسين تفرغ الفنانين لادارة اعمالهم الخاصة حيث يقول: كل هذه الاقوال فلكلور دارج لايجوز ان ننشره فالفنان لابد ان يكون فنانا فقط ولاشيء اخر سوي ذلك فالعمل اكبر قيم الحياةواهمها والفنان الحقيقي لايضع المال في المرتبة الاولي من حياته لدرجة تدفعه للعمل في اشياء اخري غير الفن وانا ارفض ان يكون لي عمل اخر غير فني كمنتج وممثل.
ويضيف محمود ياسين: الفن يمنح المجتهد كثيرا سواء علي المستوي المعنوي او المادي وكل ما علي الفنان فعله هو الاجتهاد والاخلاص وتقدير قيمة العمل والارزاق بيد الله سبحانه وتعالي واذكر انني وبعض من نجوم جيلي ومن اجيال اساتذتنا الكبار قدمت اعمالا دون ان نتقاضي اجرا بهدف حب الفن او التبرع باجورنا للاعمال الخيرية وهذه هي قيمة الفن واجمل ما فيه.
عادة الكبار
المطرب الكبير محمد ثروت هو في الاصل مهندس قبل ان يكون مطربا ناجحا وله تجربة في مجال الصناعة حيث يمتلك مصنعا للالومنيوم ويقول ثروت حول هذه التجربة: اتجاهي للعمل الخاص نابع من احترامي لفني وحتي لا اكون مجبرا علي تقديم اي عمل لايليق بقيمي ومبادئي وقبل كل ذلك كنت حريصا علي ان انهي دراستي واحصل علي شهادة جامعية وهذه نصيحتي للشباب المقبل علي الحياة الفنية بان يحققوا أنفسهم علميا ويتعاملون مع الفن كهواية حتي يقدموه بحب واخلاص دون ابتذال.
ويضيف ثروت: قررت ان اتخصص فيما درسته كما حرصت علي ان يكون لي مشروع خاص اسوة باساتذتنا الكبار ففريد الاطرش امتلك شركة انتاج فني ومحمد فوزي امتلك شركة اسطوانات وصوت الفن كانت ملك عبدالوهاب وعبدالحليم وام كلثوم كانت تمتلك اراضي زراعية في السنبلاوين وطماي.
بيزنس علي كل لون
ظاهرة اقتحام النجوم لعالم البيزنس تشمل العديد من المفارقات فعلي سبيل المثال يميل المطربون لافتتاح ستوديوهات للتسجيلات باعتبارهم اقرب لهذا العالم مثل عمار الشريعي ومدحت صالح وايضا حسن الاسمر وكل منهما يملك ستوديو صوت يسجل فيه اعماله واعمال غيره ويستفيد من دخله عندما يستضيف الفنانين الاخرين اما مصطفي قمر فيملك كافيه كبير في شارع جامعة الدول بينما يملك ادوارد كافيه شهير في مدينة نصر اما الثنائي شريف رمزي وهاني سلامة فهما شريكان في مطعم مأكولات ايطالية بالزمالك ووحيد سيف يمتلك مطعما كبيرا بالاسكندرية ومعالي زايد لديها مزرعة فواكه ضخمة بينما افتتحت حنان ترك منذ عام تقريبا كافيه خاص بالمحجبات في مصر الجديدة.